2/16/2013

قصة التائب فهد بن سعيد تحكيها زوجته وكيف كان بعد توبته ومن كان يضايقه ليرجع للفن


بسم الله الرحمن الرحيم

هي قصة التوبة الصادقة والندم على ضياع العمر بعد رحلة طويلة مع العود.. قصة دامت عشرين عاماً .. قصة دامية انتهت والحمد لله بالنهاية السعيدة التي توجت بالتوبة إلى الله والعودة إليه

يقول ( فهد بن سعيد رحمه الله ) والله العظيم إن كنس الشوارع وأكل اللقمة الحلال أشرف وأنفع من الفن والمخدرات وأفضل من أن تمد يدك للناس

ثم يستدرك فيقول : والله العظيم ... إن كنوز الدنيا كلها لا توازي قيمة للإنسان وهو في بيته محترم عند أهله يرعاهم ويحافظ عليهم

ويتحدث فهد بن سعيد رحمه الله عن العود والغناء فيقول : مزامير الشيطان نسيناها والحمد لله وأنا الآن أرى العود والغناء ضياع.. ضياع ماذا استفدنا من الصياح ؟ لم نستفد شيئا يقربنا إلى الله وينفعنا في ديننا ودنيانا .

ثم يتحدث عن المستقبل فيقول : أنا متفائل بالمستقبل.. صحيح أني كبرت لكني سوف أسعى لتعويض ما فات إن شاء الله تعالى .. بعد أن خرج من السجن سأعمل في " الدعوة إلى الله " سأكون داعية إن شاء الله وسيعلم الجميع أن ابن سعيد المطرب قد أصبح ابن سعيد الداعية ، أرجو أن يمكنني من ذلك .. سوف ألاحق الشباب في كل مكان ، وأروي لهم تجربتي التعيسة ، حتى يأخذوا مني عبرة وعظة.. سأخبرهم بالشيء الذي يجب أن يعمله الإنسان ، لابد أن يأخذوا مني عبرة .

نصيحة للفنان التائب فهد بن سعيد رحمه الله



خاتمة فهد بن سعيد رحمه الله


فهد بن سعيد رحمه الله بعد التوبة




فهد بن سعيد محمولا على الأعناق رحمه الله



وهذه هي أخر لحظات حياته رحمه الله


رفض مليون ريال ومنزلاً وسيارة مقابل عودته للفن زوجة فهد بن سعيد تحكي آخر اللحظات في حياة فهد بن سعيد

لم تكن الفاجعة بوفاة الداعية العائد إلى الله فهد بن سعيد مقتصرة على محبيه كفنان سابق ، بل كانت أشد على من عرفوا طريق الرشد وعادوا إلى الصواب.
الجوهرة بنت اليحيا زوجة الفقيد تقول : تزوجت فهد بن سعيد وعمري قرابة 30 عاماً بينما كان عمره في الخمسينيات.

لم أكن أعرف هذا الرجل إلا بالاسم نظراً لشهرته الفنية، إلا أن النصيب ساقني للزواج من هذا الرجل الذي كانت كل فتاة غيري تتمنى الزواج منه بعد أن عاد إلى ربه وأخلص النية.

تبرع أحد المحسنين بنفقات الزواج حيث لم يكن ابن سعيد يملك ما يتمم لنا حفل الزواج.
بدأنا حياتنا لا نملك شيئاً إلا أنه كان شديد التوكل على الله وكان يردد دائماً قوله تعالى ( من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )

زادت أفراحه وقربه من الله بعد أن رزقه الله بأول مولود ( عبد الله) والذي عمره الآن 7 سنوات ثم فاطمة وعمرها 5 سنوات وخالد وعمره 3 سنوات والصغيرة سارة وعمرها 7 أشهر .

وأضافت : غادر ابن سعيد الرياض قبل أحد عشر عاماً . واتجه إلى القصيم ليبعد عن المجتمع الذي عاشره في الماضي .

بدأت حياتنا الزوجية تستقر والتحق بمدرسة أبو موسى الأشعري لتحفيظ القرآن للعمل كحارس للمدرسة وسكنا جميعاً في سكن المدرسة. ولم تكن الفرحة تغادر محياه بقدوم ابننا عبد الله بل كان حريصاً عليه فلم يتجاوز الطفل السنة الخامسة من عمره حتى بدأ يصطحبه معه إلى المسجد حتى في صلاة الفجر وكان يقول لي: أريد أن يعرف طريق الحق من بداية حياته ليسلك هذا النهج .

واستطردت قائلة كان حريصا على وقته ويسعى جاهدا للابتعاد عن كل رفقاء الفن السابقين الذين ظلوا يتابعونه حتى في المنزل عن طريق الهاتف.

وأذكر ذات مرة اتصل به زميل من الفنانين السابقين وعندما أخبرته بهذا الاتصال لم يكن سعيداً، بل تذمر من معرفة أولئك الزملاء السابقين لأرقام هواتفه، وكان يقول: أسأل الله الثبات، ستكثر عليّ المحن والامتحانات.

وأضافت : بالفعل حضر شخصان من شركة " الوادي الأخضر الفنية " بالكويت إلى منزلنا وعرضا على فهد شيكاً بمبلغ فاق المليون ريال من أجل أن يذهب إلى الكويت ويتم تأمين المنزل والسيارة مقابل العودة للغناء .

كان وضعنا المادي لا يزال سيئاً جداً وكان فهد بحاجة ماسة لبعض المال لقضاء بعض المستلزمات، إلا أنه رد على مندوبي " الوادي الأخضر " بقوله : ما عند الله خير وأبقى .
غادر الشخصان المنزل وحكى لي ما دار، ولكن ما لبثا أن عادا في اليوم التالي لتقديم العرض بصورة موسعة ومغريات كبيرة جداً إلا أنه قال لهم: ما عند الله خير وأبقى.
وكان يقول إنه لو أعطي أموال قارون لما عاد إلى ذلك لأنه وجد الراحة النفسية والسعادة التي عاش زمنا يفتقر لها، بل كان يدعو الله أن يثبته حتى الممات.

كان يذهب بسيارته إلى المسجد كل جمعة في وقت مبكر مصطحبا ابنه عبد الله وجارا لنا كبيرا في السن تجاوز الثمانيين عاما وعند العودة بعد الصلاة من كل جمعة يأتي بذلك المسن ليتناول وجبة الغداء معنا.

قال لي ذات يوم وهو سعيد: لقد أهداني الشيخ عثمان المرشود خيلاً إن شاء الله تفوز في السباقات القادمة، وبعد ذلك قرر بيع تلك الخيل من أجل أن يتصدق بثمنها على نية والديه المتوفين.

وأضافت : حضر للمنزل شباب على دين وخلق وقالوا بالكلمة الواحدة لقد عدنا إلى الله يا شيخ فهد وكانت لتوبتك أثر علينا.

وتستطرد : كان فهد حزينا حين تم استغلاله من بعض الشركات الفنية التي كانت تقوم بتزوير توقيعه وتوزيع أغانيه والاستفادة من ثمنها دون علمه وكان جل همه وحرصه كيف يقوم بإلغاء تلك الأغاني التي سبق تسجيلها ، ولكن لم يجد حيلة في الأمر .

وإنني أناشد كل من أحب فهد بن سعيد الفنان وأحب فهد بن سعيد الداعية العائد بصدق إلى الله أن يتلف كل ما بحوزته من أشرطة لفهد بن سعيد .

وعن آخر اللحظات في حياته قالت : ذهب يوم الجمعة كعادته مبكرا إلى الصلاة وكان مريضا وسقط في المسجد وعاد به أحد المصلين وعندما فاق سأل عن الرجل المسن الذي كان يأخذه كل جمعة وطلب مني الانتظار في الغداء ليذهب ويحضره. وأتى يوم السبت وكان المرض أشد عليه وكان يطلب مني أن أقرأ عليه بعض الآيات .

ولم ينم ليلة السبت ، وفي صباح الأحد أفطر بحبتين من التمر وقال: أحس أنني مغادر إلى الآخرة. وتفرغ للصلاة ولم يترك التسبيح والتهليل حتى قبيل صلاة الظهر، بل لم يعد يتحدث معي وكان جل انشغاله بقراءة بعض الآيات والتسبيح.

قمنا بنقله إلى المستشفى وكان في السيارة يرفع صوته بالتسبيح وطلب الثبات والاستغفار مما جعلني أنهار ولم أتمالك نفسي إلا بالبكاء. ووصلنا إلى المستشفى ليلفظ أنفاسه قبل الدخول.


وقال مدير مدرسة أبو موسى الأشعري عبد الرحمن الجمعة : إن فهد بن سعيد يعيد الفضل لله ثم إلى الشيخ سعد البريك وصالح الحمودي اللذين كان لهما فضل كبير في عودته إلى طريق الصواب.

وأوضح أن فهد كان يطالب بالتقاعد لعدم استطاعته المواصلة في العمل وتقرر أن يكون تقاعده من 1/7/1424هـ.

كان قوي العزيمة والبكاء على الماضي والندم وعلى الرغم من قلة ذات اليد إلا أنه كان يساهم في أي مشروع خيري طالبا عدم ذكر اسمه.

عاش وحيداً زاهداً .. ومات تبكيه العيون

---------------------------------------------
مدرسو وطلاب المدرسة يستعرضون مواقفهم ومشاعرهم مع فهد بن سعيد فقد هذه كتب المشاعر منسوبو مدرسة أبي موسى الأشعري

بوفاة الفنان السابق والداعية فهد بن سعيد الأسبوع الماضي اهتزت مشاعر الجميع وذرفت دموعاً منهمرة من المحاجر على هذا الشخص الذي آثر على نفسه أن يبقى وحيداً وأن ينعزل عن دائرة الأضواء وأن يختار طريقاً رضي به وأرضى ربه.. فهد بن سعيد.. الجميع قالوا كلمة «حق» فيه.. والجميع أجمع على مآثره..
وأخلاقه.. وحسناته..

والجميع تسابقوا بأقلامهم « علها » تستطيع أن تكتب شيئاً مما يستحق. هنا وقد عجزت الأقلام عن الكتابة.. وعن السرد « البليغ » كان للتلقائية دورها..


وهنا أحببنا أن نستعرض ما كتبه زملاؤه في مدرسته التي فضل أن يعمل بها « حارساً » بعدما كان أشهر من نار على علم ..


يقول كاتب التقرير لم أحاول أن أتدخل في مشاعرهم.. وأنا أعلم يقيناً أن أي تدخل مني هو تدخل في مشاعر الحزن والدعاء
الصادق..

كم كبير من الرسائل والفاكسات وصلتنا ولكن ممن عاشروه واستأنسوا بجلساته وهم اليوم ضيوفنا.. فماذا كتبوا.. وماذا قالوا.. ماذا قالت أقلامهم؟

------------------------------------

زيارة مدير عام التعليم

وتواصلاً مع هذا الحدث قام مدير تعليم منطقة القصيم الأستاذ صالح بن عبدالله التويجري بزيارة إلى مدرسة أبي موسى الأشعري لتحفيظ القرآن الكريم وتعزيته جميع أعضائها ومنسوبيها، كما أوصى بمتابعة أسرة الفقيد، والعناية بهم، ومتابعة السكان وما يدور عليهم مستقبلاً وحث المعلمين على الاهتمام بابن الفقيد «عبدالله» في الصف الثاني ابتدائي.

هذا وقد ثمن مدير المدرسة وأعضاؤها هذه الزيارة والتي تدل على ترابط منسوبي التعليم وكأنهم يدً واحدة، يشعرون برابطة الأخوة والمحبة والتي يرفع بنيانها ويصل حبلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».


هنيئاً لك يا أبا عبدالله ذلك الصمود


لقد كنت يا أبا عبدالله صامداً بحق رغم تلك التحديات ورغم نداءات المغرضين بل ورغم تلك المغريات التي يقدمها لك أصدقاء السوء فأبيت إلا البقاء على طريق الهداية حتى الممات


لقد تركت الشهرة والفن لتستبدلها بالذي هو خير لقد كنت يا أبا عبدالله ممن يحرص على أداء الصلاة مع جماعة المسلمين وهذه شهادة أعتز بها


ولقد جاءني أحد الإخوة الوافدين ليتأكد من خبر وفاة أبي عبدالله فأكدت له الخبر وقال لي: يرحمه الله لقد كان دائماً يوصلني بسيارته لصلاة الفجر وكان يوم الجمعة يأتي إلى المسجد مبكراً وكان يفرح حينما يجد بعض المحتاجين على أبواب المسجد ليخرج ما في جيبه من دراهم ويعطيها ابنه عبدالله ليعوده على الصدقة والبذل.


ولقد كان ينتظر بعد صلاة الجمعة ذلك الشيخ الكبير ليفتح له باب سيارته ثم يوصله إلى بيته ما أحرصك على الإحسان إلى الناس «فرحمك الله يا أبا عبدالله وجعل ذلك ذخراً لك عند الله».


إبراهيم بن محمد الحفير/ مدرسة أبي موسى الأشعري


-----------------------------


أولاً نشكر لكم هذه الفرصة العظيمة التي تتيحونها إلى فئة خالطت الفقيد الغالي الفنان سابقاً والداعية في آخر عمره الأخ فهد بن سعيد من أجل أن تصدر للعالم أجمع كيف كانت خاتمته؟ وكيف كانت علاقاته وتعامله.


وها هي مشاعر العاملين بالمدرسة من إداريين ومعلمين وطلاب وأولياء أمور يبثونها للقارئ الكريم لعل القارئ يرفع يديه طلباً للرحمة لفهد بن سعيد وثباتاً لنا إلى يوم نلقاه.


عبدالرحمن محمد الجمعة / مدير المدرسة


--------------------------------------


خصالاً حميدة برغم قصر المدة


بالرغم من علاقتي القصيرة مع فهد بن سعيد رحمه الله والتي لم تتجاوز العام إلا أنني عرفت في هذا الرجل خصالاً حميدة أهمها الصدق والأمانة والكرم وحب الخير، والدليل على ذلك أنني دعوته لزيارتي فلبى دعوتي لأكثر من أربع مرات وقد عرضت عليه أنا وبعض الزملاء خلال إحدى زيارته إلى فكرة إصدار شريط يتحدث فيه عن حياته قبل توبته وبعدها وما هي المشاعر التي يمكن أن يصفها أو الكلمات التي سوف يلقيها على مسامع الناس وخاصة الشباب من جراء تجربته وقد أبدى استعداده لذلك بصدر رحب وقد أخبرني بقوله «لعلها تكون عبرة وموعظة» ولكن لم يسعفنا الوقت في ذلك حيث توفي رحمه الله قبل البدء في التسجيل لهذا الشريط بأيام قليلة وأنا أعتبر هذا الإحساس وهذه المشاعر منه أكبر دليل على توبته الصادقة وحبه للخير، رحمه الله رحمة واسعة.


محمد علي الثويني / المعلم والمرشد الطلابي للقسم المتوسط


-----------------------------


كان يشتكي المضايقات


أعمل بالمدرسة منذ سبع سنين وبطبيعة الحال كان فهد بن سعيد يعمل بالمدرسة حارساً لها قبل وجودي بالمدرسة كان كثيراً ما يشتكي إلي من كثرة المضايقين له الذين يلحون على مقابلته والحضور إلى منزله ومطالبته بالتصوير معهم أو أن يذهب معهم أو يزورهم وكان لهم أهداف غير حسنة.


حضر إلى مكتبي يوم الأربعاء الذي سبق وفاته بثلاثة أيام وقال: يا أبا فهد أريد إخلاء طرف من أجل التقاعد فقلت له خيراً إن شاء الله يا أبا عبدالله.


فقال سأتقاعد في شهر رجب، ولكن إرادة الله أن يتقاعد من الدنيا قبل أن يتقاعد من الوظيفة رحمه الله ر حمة واسعة، حيث إن في موته عبرة للمعتبرين فقد كان رحمه الله في أيامه الأخيرة بشوشاً متسامحاً وكأنه ينتظر هذا اليوم أو أحس بدنو أجله غفر الله له ورزق أهله وأبناءه وزملاءه في مدرسة أبي موسى الأشعري الصبر والسلوان، والحمد لله على كل حال { وانا لله وانا اليه راجعون } .


حمد بن صالح العبيد/ المرشد الطلابي بالمدرسة


----------------------


سوف أذكر بعضاً من محاسن هذا الرجل الذي ترك الدنيا ومغرياتها واشترى الآخرة.


1- كان رحمه الله ودوداً عطوفاً على الآخرين، حيث إني رأيته يتصدق على الآخرين وهو بأمس الحاجة.


2- كما أني أراه كثيراً في مصلى المدرسة يقرأ القرآن.


3- كان ابن سعيد «أبو عبدالله» متواضعاً في تعامله مع الكبير والصغير.


4- كما كان رحمه الله كثير الصلة من حيث أنه كثيراً ما يسأل عنا في حال غيابنا.


فرحمك الله رحمة واسعة يا أبا عبدالله.


ياسر بن عبدالله الرشودي


---------------------------------------


لله ما أخذ


{ انا لله وانا اليه راجعون } إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى - الله يرحمه ويتغمده بواسع رحمته.



أبو عبدالله كان عزيزاً على الكل وهذا بفضل خلقه وتعاونه وابتسامته الدائمة، ويكفي أنه التائب العائد إلى الله بعد مشوار طويل من الظلام.. والله يتولى عائلته بالصبر والسلوان والمعونة من أهل الخير.



عبدالعزيز صالح التويجري


----------------------------------


لن أنسى توجيهاته


أي مشاعر أصفها لكم وأي أسى أبثه لكم مع هذه النازلة المفجعة ما تنكرت عليه خلقه يوما من الأيام، لقد عرفته فاضلاً محترماً «يأسر القلوب» بأخلاقه وأدبه..



أتذكر أنه جاء إلي في مكتبي «الحاسب الآلي» يوم السبت قبل وفاته بيوم واحد يطلب إخلاء طرفه، رجاء أن يراجع في الرياض لإكمال فحوصاته الطبية.


ولا أنسى تلك التوجيهات السديدة والوصايات المباركة التي كان رحمه الله يسديها إلي ويهديها لقلبي.


محمد إبراهيم الجربوع


--------------------------


كان يكثر من القرآن


جلست مع أبي عبدالله فوجدته يردد كثيراً فرحته الكبري بترك الغناء والرجوع إلى الله ويسأل الله كثيراً أن يثبته على ذلك.


وأراه كثيراً في المدرسة يكثر من قراءة القرآن الكريم جعله الله في ميزان أعماله آمين.


رحمه الله فهد بن سعيد رحمة واسعة آمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


عبدالعزيز الصلال


----------------------------------


موقفه مع الحلاق




قال لي أحد الأصدقاء إن صديقه يحدثه أني كنت في محل حلاقة فإذا برجل يدخل ومعه حافظة فيها طعام.
وبعد خروجه من المحل قال لي الحلاق هل تعرف هذا الرجل قلت له لا قال هذا فهد بن سعيد فهو من سنوات وهو يأتي بهذه الحافظة وفيها عشائي جزاه الله خيراً.



فتعجبت كيف أن الهداية والاستقامة تدل صاحبها إلى الخير بإذن الله، فأين المعتبرين.


عبدالعزيز العتيق


-------------------------------



ابنه توقع وفاته


المشاعر تتكلم وتقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ف {انا لله وانا اليه راجعون} رحل صاحب القلب الحنون والابتسامة المشرقة والصدقة الدائمة وخدمة الإخوة والزملاء، لقد ترك فراغاً لا يسده كل أحد وثلمة ستبقى إلى أن يشاء الله تعالى.
كان يتردد علي قبل وفاته بأسبوع حتى يوم السبت الذي قبل وفاته بيوم ليأخذ مني ورقة إخلاء طرف تتعلق بأمور تقاعده لكن لم يكتب له أن يأخذها لظروفه الصحية التي على أثرها توفي رحمه الله.

توفي رحمة الله بين أيدينا فكانت خاتمته حسنة ولله الحمد فاستبشرنا خيراً ورجونا خيراً.

تحركت مشاعري حينما طرقت الباب عليهم لأبلغهم بوفاته ففتح لي ابنه عبدالله 8 سنوات فلما رآني قال لي مباشرة: أكيد أبوي مات - فلما دخلت إلى بيته وأخبرت أهله الخبر بطريقة لبقة جداً قالت لي ابنته فاطمة 6 سنوات: أبوي مات مين يمشينا بالسيارة؟؟ فصارت لي مواقف صعبة لم أتمالك فيها نفسي رحم الله أبا عبدالله وأسكنه فسيح جناته.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

عبدالعزيز بن عبدالله القسومي



وكيل مدرسة أبي موسى الأشعري


---------------------------


كنت أتسلل للقرب منه


كان ابن سعيد رحمه الله قبيل صلاة الظهر وأحياناً في فترة الضحى يحضر لغرفة المدرسين ويسلم على الحاضرين وبعدها يأخذ المصحف ويقرأ القرآن بصوت عذب جميل وكنت أتساءل حتى أصلي بالقرب منه لأستمع لقراءته دون أن يشعر بي.
وبحكم معرفتي لابن سعيد رحمه الله فقد كنت أدافع عنه في عدة مجالس يذكر فيها ويقال عنه إشاعات مغرضة.

رحمك الله يا أبا عبدالله، {انا لله وانا اليه راجعون}.



إبراهيم المعيوف / مدرس


--------------------------------


أعجب من صموده


بحكم أني من المستجدين بالمدرسة فقد لا يكون لي مواقف مع الفقيد مثل ما لإخواني من المعلمين السابقين.
إلا أنني أحب أن أنوه أن جموع المصلين والمعزين الذين شيعوا الفقيد أتوا لا حباً في ماضيه وما كان عليه بل إعجاباً بما كان عليه الرجل من صمود وقوة وعزم وثبات أمام من كانوا يحاولون إغرائه بالماديات ونحوها.

كنت دائماً أشاهد الفقيد وقد التف حوله الأطفال الصغار وقت الانصراف من المدرسة حيث كان عطوفاً عليهم ممازحاً لهم.



محمد العمري


-----------------------


باع سيارته بأقل من قيمتها


من طيبة قلب هذا الرجل أنه باع سيارته بأقل من قيمتها بكثير!
ذهبت أنا وهذا الرجل إلى معارض السيارات وكانت سيارته هايلكس تستحق مبلغ ما يقارب 36000 ريال لكنه من طيبة قلب هذا الرجل باعها بـ29000 ريال فقلت له السيارة تستحق أكثر يا أبا عبدالله فقال لي يا أستاذ فدحان «المؤمن هين لين».

كنت في السنة الماضية كلفت في مناوبة حراسة المدرسة وتأخر نقل الطلاب فكلمت حارس المدرسة فهد بن سعيد وأخبرته بالأمر بحدود الساعة 2 ظهراً فتردد بنقلهم إلى بيوتهم أكثر من 5 مرات على سيارته الخاصة وهذا يدل على خلق فهد العالية جعل الله ذلك في موازين أعماله.

لا نملك لهذا الرجل إلا الدعاء له.



عبدالعزيز محمد العوفي


------------------


رحمك الله يا أبا عبدالله


لقد فجع الجميع بوفاة الأخ فهد السعيد رحمه الله وذلك اثر نوبة قلبية ألمت به ظهر يوم الأحد الموافق 3/3/1424هـ وأعلن نبأ الصلاة عليه ظهر يوم الاثنين التالي ليوم الوفاة في جامع الخليج بمدينة بريدة.


وقد حضر إلى المسجد للصلاة عليه وتشييعه إلى قبره جمع غفير من الناس من مختلف الأعمار ضاقت بهم ساحات المسجد وبعد الصلاة عليه حملت جنازته إلى المقبرة سيراً على الأقدام وسط أعداد كبيرة منَّ المشيعين الذين أحاطوا بالجنازة من كل جانب،.
وذلك دليل المحبة والتقدير والذي هو دليل حسن الخاتمة لذلكم الرجل الذي من الله عليه باعتزال فن الغناء وتحمل ما لحقه بسبب ذلك من فقر وعوز وفقد لشهرة دنيوية مؤثراً الحياة الآخرة وما عند الله عز وجل، وضارباً المثل على قوة الإرادة والصبر وكبح جماح النفس الأمارة بالسوء، والعزم على السير في الطريق الصحيح مهما كانت الصوارف والمغريات في محاولة العودة إلى الماضي الأسود الذي نجاه الله منه.



يقول عامل النظافة في المدرسة أن فهد ابن سعيد كان يسأل عن أهلي في البنجلاديش أنا يحيى عبدالجبار بنغالي الجنسية أعمل بهذه المدرسة منذ أربع سنوات بمهنة عامل نظافة وبطبيعة الحال كان لي احتكاك مع ابن سعيد حيث كان هو حارس المدرسة وكان يشرف على أعمالنا ولم أجد منه طيلة هذه السنوات إلا كل خير حيث كان يجلس معي ويتحدث معي عن أحوالي ويسألني عن بابا وماما في بنغلاديش كيف أحوالهما إذا شاهدني أقرأ رسالة منهما كان يعطف علي ويزورني بما يستطيعه من مال وطعام وأنا حزين كثيراً على وفاته الله يرحمه.. الله يرحمه.


يحيى عبد الجبار / عامل نظافة بالمدرسة